اخبار الفن

اخبار الحوادث

Sunday, October 26, 2008

هل تطلق مصر اسم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي علي احد شوارعها ؟


أثار قرار إسرائيل الأخير بنيتها إطلاق اسم الرئيس الراحل أنور السادات علي احد شوارع القدس رفضا واسعا داخل الشارع المصري ورجال السياسة والخبراء حيث أكدوا أنها محاولة وحيلة جديدة للتطبيع والتحايل علي العلاقات الباردة بين مصر وإسرائيل وهو ما عبرت عنه اللجنة المعنية التابعة لبلدية القدس حول أسباب طرح اسم السادات بقولهم الذي نشرته صحيفة معاريف العبرية " ربما بهذه الطريقة يتخذ المصريون خطوة مشابهة ويطلقون اسم مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق على أحد الشوارع المصرية".
الطعم الإسرائيلي من المتوقع أن تتعامل معه الإدارة المصرية بحساسية بالغة ومن الصعب أو بالأدق من المستبعد التجاوب معه وإطلاق اسم بيجين علي احدي الشوارع المصرية لما قد تثيره تلك الخطوة من احتقان وغضب جماهيري قد يتم استغلاله خاصة في ظل الاحتقان الشديد الذي يشهده الشارع المصري تجاه حكومته من ناحية وتجاه الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني بل أنها في حال تطبيقها فإنها ستكون دعوة للتهجير فمن منا يمكنه العيش في شارع يطلق عليه اسم احد الأسماء الملطخة أيديهم بدماء شهدائنا في حرب 67 و73 فضلا عن الشهداء الفلسطينيين والعرب.
الطلب الإسرائيلي اقتصر علي التلميحات والتصريحات غير المعبرة بشكل رسمي عن موقف تل أبيب بل هي محاولة لإلقاء حجر في مياه التطبيع الميتة وحتي لو تمت الاستعانة والمتاجرة باسم الرئيس الراحل أنور السادات الذي يزايد عليه الإسرائيليون ويستخدمون اسمه ذريعة لدس السم في العسل .
وهو ما تصدي له احد أفراد عائلة السادات النائب
طلعت السادات بتأكيده علي رفض عائلة السادات إطلاق اسمه هناك لأن ذلك من شأنه التقليل من قيمة ومكانة السادات التاريخية المعروفة محذرا من الزج باسم الرئيس الراحل في قضايا لا يقبلها الشارع المصري والعربي في المرحلة الراهنة، حيث إن الجانب الإسرائيلي يعرف جيدًا أن هذا الأمر من شأنه أن يحدث بلبلة في الشارع العربي كله وليس المصري فحسب، وبالتالي فإن مجرد طرح الفكرة أمر مرفوض تمامًا مضيفا أنه يرفض إطلاق اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي على أي مكان في الوطن العربي وهذا الأمر مطلب شعبي وقد تكون وسيلة لسكب النار علي البنزين لان الشعب المصري يرفض جره إلى التطبيع مهما كانت الإغراءات محذرا أيضا من حرب الشوارع فلا تزال العلاقات متوترة بين مصر وإيران بسبب إطلاق الأخيرة لاسم قاتل السادات خالد الاسلامبولي علي احد شوارع طهران.
الكاتبة والمحللة السياسية آيات فاروق ترى أن الخطوة الإسرائيلية محاولة يائسة لجرجرة مصر إلى فخ التطبيع خاصة وان الحيل الإسرائيلية لا تنتهي في هذا الشأن فتارة يلقون ألينا بشراك الكويز عبر البوابة الأمريكية من اجل دخول المنتجات الإسرائيلية إلى الأسواق المصرية والي بيت كل مصري أما هذه المرة فقد كانت الحيلة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب فالأمر يبدو بسيط وسهل ودعوة لتكريم رئيس مصري سابق إلا أن الهدف الحقيقي محاولة إسرائيلية خبيثة للاختراق النظام العربي وفرض هيمنة إسرائيل الكبرى مستبعدة أن تقوم إسرائيل بطرح الأمر علي مصر ليقينها التام أن مصيرها الرفض الرسمي والشعبي ولن يغامر احد بالدفاع عن هذا الموقف علي الإطلاق لان كل الأساليب الإسرائيلية لفرض التطبيع علي مدار 30 عاما كان مصيرها الفشل.
أما جمال زهران - أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس فيري أن هذا الأمر مرفوض شكلاً ومضمونًا ولا يمكن حتى مجرد الحديث فيه أو عرضه على أعضاء مجلس الشعب فلن يتم بأي حال من الأحوال السماح نهائيًا بأن يطلق اسم الرئيس الراحل السادات على أي من الشوارع في تل أبيب، حيث سيواجه ذلك بعاصفة من الرفض على كل المستويات الرسمية والشعبية، وكذلك لن يتم السماح على الإطلاق بأن يطلق اسم مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق على أي من شوارع القاهرة وهذا الأمر لا يعتبر رفضًا للسلام، بقدر ما هو اعتراف بالواقع فإسرائيل تواصل انتهاكاتها المستمرة للسلام ولا تبحث إلا عن مصالحها فحسب لذا فمن المؤكد أن هناك أسباباً أخرى تسعى إسرائيل إلى تحقيقها من وراء القيام بهذه الخطوة.

No comments: