اخبار الفن

اخبار الحوادث

Tuesday, October 14, 2008

المخابرات الإسرائيلية غير متخوفة من سيطرة الإخوان على حكم مصر


في سابقة هي الأولى من نوعها قالت جهات إستخباراتية إسرائيلية أمس الأول بأنه ليست هناك مخاوف من استيلاء جماعة "الإخوان المسلمين" على الحكم في مصر بعد انتهاء عهد الرئيس حسني مبارك.ولم تحدد هذه الجهات طبيعة هذه المخاوف إن كانت موجودة أو ما هي الأسس التي استندت عليه في الوصول إلى هذه النتيجة.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها جهات استخباراتية إسرائيلية عن وصول الإخوان المسلمين في مصر للحكم وسط معارضة قوية لوصول نجله جمال إلى الحكم خلفا له حتى لو كان الأمر يسير بصورة دستورية وقانونية في البلاد.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية التي نقلت الخبر عن هذه الجهات الاستخباراتية فقد جرت مؤخراً عدة مداولات لتقييم الأوضاع في مصر، وذكرت التقارير الاستخبارية أن حكم الرئيس مبارك قوي ومستقر وانه ليس مريضاً بأي مرض خطير لكن هذا لا يمنع من قوة تنظيم الإخوان المسلمين وأنه التنظيم السياسي الوحيد ذي الإيديولوجية الإسلامية القادر على جمع الشعب المصري تحت شعاراتها في حال حدوث فوضى عقب سقوط نظام مبارك".
ووفقاً لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية أن الجهات الاستخبارية الإسرائيلية ادعت أن الرئيس مبارك يعمل على تعزيز مكانة نجله جمال المرشح لخلافته غير أن هناك أيضاً مرشحين آخرين وهما مدير المخابرات العامة الوزير عمر سليمان ووزير الدفاع محمد حسين طنطاوي"
ربما يرتبط هذا الرأي الاستخباراتى الاسرائيلى باهتمامات خارجية كبيرة ترصد حركة جماعة الإخوان المسلمين ومدى تأثيرها في المجتمع المصري فخلال العام الماضي فقط ظهرت مئات التقارير لمنظمات حقوقية دولية تنتقد النظام المصري بسبب حملته المنظمة واعتقالاته المستمرة ضد جماعة الإخوان المسلمين وجاءت الأحكام العسكرية الأخيرة ضد قيادات الجماعة لتؤكد الشعور لدى هذه المنظمات التي لها تأثير قوى على الحكومات الغربية بأن اضطهاد الحكومة لمثل هذه الجماعة ليس له مبرر خاصة أنها جماعة تتخذ العمل السلمي منهجا لها وتنبذ العنف حتى إذا كانت بداياتها الأول قد أسست لتنظيم عسكري مسلح، لكن المراقبين للحركة يؤكدون أن الجماعة غيرت من استراتيجيتها منذ عقد الخمسينيات من العام الماضي وأن التنظيم الخاص للجماعة قد رحل بلا رجعة منذ عام 1954 بعد محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
هناك أيضا دلالات أخرى على هذه التصريحات الاستخباراتية يراها مراقبون للحركة لصالح جماعة الإخوان المسلمين المصرية وهى الارتباط الروحي والعضوي بين إخوان مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فرغم وجود معارضة قوية داخل الدولة العبرية ضد حماس وعدم الاعتراف بها حتى بعد فوزها الساحق في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية وتشكيلها نصف الحكومة الفلسطينية على الأقل إلا أن هذا لايمنع أن تكون الأجهزة الإسرائيلية قد رصدت هذا الفوز وربطت بينه وبين فوز إخوان مصر ب 88 مقعدا في البرلمان المصري مما يؤكد أن إسرائيل بهذه التصريحات الإسرائيلية تحاول استقطاب إخوان مصر للتأثيرعلى حركة المقاومة الإسلامية حماس في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تمهيدا لنزع اعتراف حمساوى بالدولة العبرية حتى لو صدرت مئات التصريحات من قادة حماس بعدم التنازل عن مبادئها ولكن ارض الواقع تشير إلى إمكانية حدوث ذلك بالنسبة لوجهة النظر الغربية على المدى البعيد خاصة أن الاستخبارات الإسرائيلية تلاحظ عن كثب انخفاض العمليات العسكرية الحمساوية ضد العمق الاسرائيلى وهذا يؤكد صحة الدراسات والنظريات الغربية التي تقول بأن دمج الحركات الإسلامية في العملية الديمقراطية هو الطريق الوحيد لوقف العنف المسلح وربما لهذا السبب ونظرا لطبيعة اللحظة الحرجة التي يمر بها النظام السياسي المصري من فوضى عارمة تأكد لهذه الجهات الغربية أن النظام السياسي المصري طوال 28 عاما هي سنوات حكم الرئيس مبارك أن الإرهاب في عهده شهد أعنف موجاته وأنه رغم القبضة الأمنية الشديدة قضت على فلوله إلا أن هذا لا يمنع من عودته مرة أخرى مع استمرار أسبابه الرئيسية والتي تتمثل في استمرار الاستبداد.

No comments: