اخبار الفن

اخبار الحوادث

Monday, December 22, 2008

محامية بريطانية: تمثال رأس الملك أمنحتب الثالث خرج من مصر كــ(هدية سياحية) وليس كأثر


أكدت كارين سانيج المحامية البريطانية أن تمثال رأس الملك أمنحتب الثالث خرج من مصر بإعتباره "هدية سياحية" وليس كأثر، وقد طاف حول العالم، مما أدى إلى وجود ملكية وضياع حقوق ملكية أخرى للعديد من الأطراف، الذين كانوا يطالبون بحقوقهم في الرأس، وهي تجوب الأرض شرقا وغربا.
وأعربت سانيج عن سعادتها بالتوصل إلى
نهاية للقضية بدون اللجوء إلى القضاء موضحة أنه تمت تسويتها وديا بعد مفاوضات شاقة للغاية مع العديد من الأطراف من بينها من يمثلون أشخاصا أشتروا التمثال بحسن نية دون علم بأنه مهرب.
وقالت سانيج - التي مثلت مصر من خلال مكتب المحاماة "ميشكون دي رايا" بلندن في قضية إستعادة رأس أمنحتب الثالث - " أنه لم يرغب أي طرف في التوجه إلى المحكمة لحسم القضية، وبعد فترة من الإقناع الهادئ تفهموا ضرورة إعادة الرأس إلى الجهة التى تملكها ووطنها مصر لأسباب تاريخية وثقافية.
وأكدت على أن مصر لديها قوانين رائعة لمكافحة التنقيب غير المشروع عن الآثار وتهريبها من مصر، ولكن أحيانا ما يتمكن بعض اللصوص من الهروب بحيلهم لكنهم في النهاية يقعون تحت طائلة العدالة.
ولفتت إلى أنه لدى مكتب المحاماة التي تمثله العديد من القضايا المماثلة مشيرة إلى أنها عملت من قبل في قضية تمكنت بها مصر من إستعادة آثار، كما حدث في عام 2002 عند أستعادة رأس ميريت، لكنها كانت قضية أقل تعقيدا وضمت طرفا آخرا واحدا مقابل مصر، وبعد تهديد هذا الطرف الآخر بإمكانية اللجوء للقضاء تنازل سريعا.
من جانبه أكد السفير حاتم سيف النصر سفير مصر بلندن أن عودة رأس الملك أمنحتب الثالث إلى مصر يمثل نموذجا للجهود المصرية لاسترداد جميع أثارها المهربة حول العالم.
وقال السفير المصرى إن استرداد هذه القطعة الأثرية الثمينة استغرق 14 عاما من الجهود المتصلة سواء من المجلس الأعلى للأثار أو السفارات المصرية فى عدد من دول العالم.
وأكد سيف النصر على أن عصابات الأثار فى الخارج عصابات إجرامية منظمة لها مواردها وطرقها المختلفة فى التمويل وقدراتها على الدخول فى مجالات عديدة وأيضا استخدام حيل قانونية معينة وهو ما جعل الموضوع عملية معقدة استمرت سنوات طويلة.
وأضاف السفير المصرى"أن هذا هو السبب فى كوننا استعنا بخبرات قانونية متخصصة ولكنها فى النهاية تحتاج لقرارات سليمة وجريئة من الجانب المصرى دون التفريط فى حقوق مصر مهما طال الوقت". وأكد الدكتور نور الدين عبد الصمد مدير عام المواقع الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار أن الدبلوماسية المصرية بذلت جهدا خارقا بالتعاون مع المجلس لأكثر من عشر سنوات من أجل استرداد تمثال رأس الملك أمنحتب الثالث إلى مصر الذى يتسم بقيمته الفنية والتاريخية الكبيرة .
وقال عبد الصمد إنه من الناحية التاريخية فإن الفرعون أمنحتب الثالث من الفراعين العظام ويعتبر من أهم الملوك فى عصر الازدهار فى الأسرة ال 18 واتسم عصره بالسلام الكامل الذى ساد القطر المصرى لمدة أكثر من 39 سنة .
كما أنه أقام علاقات سياسية وروابط متينة مع كل دول الشرق الأدنى القديمة آنذاك مثل الأناضول وبلاد الرافدين وجميع دويلات الشام القائمة فى ذلك الوقت .
وأضاف عبد الصمد أنه بالنسبة للقيمة الفنية لهذا الأثر الثمين فهى عالية جدا إذ فى بداية عصر هذا الفرعون بدأ العصر الواقعى فى الفن الفرعونى بمعنى أنه قبل منتصف الأسرة الثامنة عشر، أى قبل عام 1390 قبل الميلاد تحديدا كان هناك الفن المثالى يصور الفرعون وكأنه شاب حتى ولو كان عجوزا.
أما فى عصر هذا الملك بدأ تحرره وميله نحو الواقعية ولذلك إذا لاحظنا على وجه هذا التمثال نجد ابتسامة خفيفة وهو ما يسميه علماء الآثار "فن العمارنة" والذى اتضحت أسسه ومبادؤه فى عصر إبنه الملك إخناتون فيما بعد ذلك .

No comments: