اخبار الفن

اخبار الحوادث

Monday, December 15, 2008

توصيل العلاج النفسي إلى المنازل .. أحدث خدمات الدليفري!


خدمة الدليفري لم تعد مقتصرة على الأدوية ومواد البقالة والوجبات السريعة..
آخر تقليعة للتوصيل للمنازل الآن هي توصيل خدمات العلاج النفسي..فالعصر ايقاعه أصبح سريعا..والآلام النفسية أصبحت شيئا عاديا جدا، مع ازدياد القلق وأمراض الاكتئاب والانهيارات النفسية والعصبية.. والانتقال إلى المستشفى أصبح عملية مرهقة وتستغرق وقتا طويلا..لذلك كان لابد من تواجد "الدليفري النفسي" ليكون في خدمتك على مدار الساعة.
وقد بدأت فى مصر منذ سنوات أحدث صيحة طبية شعارها "توصيل الخدمات النفسية إلى المنازل"..وحقق فريق الانقاذ السريع نتائج مذهلة بعد أن استطاع علاج مرضى لم يخرجوا من منازلهم منذ 7 سنوات .. كما ساهم فى نشر الثقافة النفسية وتعليم الأسرة كيف تشارك فى العلاج بدور أكبر أحيانا من الطبيب .
صاحب التجربة هو الدكتور محمد أحمد عويضة استشارى الطب النفسى بجامعة الأزهر الذى كون فريقا متخصصا يشبه فريق الإنقاذ السريع .. ولكن للأمراض النفسية فقط .
د. عويضة يقول عن تجربته : تقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد أن نسبة الأمراض النفسية فى العالم تتراوح بين 20 و25 % من عدد السكان لكل دولة أى أن فى مصر وحدها من 17 إلى 18 مليون مريض نفسى ، بينما يتوجه للعلاج ، نسبة قليلة جداً ..
ويضيف: فمثلا الاكتئاب من الأمراض الصعبة التى تجعل المريض فاقداً للرغبة فى عمل أى شئ أو الاستمتاع به رغم توافر وسائل المتعة والرفاهية لديه، بل ويشعر بضيق الصدر وصعوبة التنفس واضرابات النوم وعدم قابليته للأكل وفقدان الإحساس بعلاقته مع زوجته، وعدد المصابين بهذا المرض تتراوح نسبتهم من 3% وحتى 5%من عدد السكان و20 % منهم يبحثون عن رعاية طبية عادية، لأن كثيرا من أعراضه تأتي على شكل أعراض جسدية مثل الصداع وقرح المعدة والقولون العصبى وآلام المفاصل .
ويتابع: أما المرضى الذين يذهبون للطبيب النفسى ، فإنهم لا يزيدون على 4% فقط من المصابين بالاكتئاب ، ولنا أن نتخيل الوضع بالنسبة للأمراض الأقل وضوحا بالنسبة للأهل .. فالمشكلة الأهم هنا هي عدم وعي وإدراك الأهل للمرض وأعراضه ، وخطورة وجود المريض بينهم بدون علاج .
وقال إن هناك أسباب كثيرة وراء عدم ذهاب المرضى للطبيب .. وأهمها: الوصمة الاجتماعية ، أى الخوف من الفضيحة أو عار الذهاب لمستشفى نفسي سواء حكوميا أو خاصا أو حتى عيادة نفسية وهذا موجود في العالم كله .
ثانيا : الصور السلبية التى رسمها الناس في أذهانهم عن المريض النفسي والطبيب النفسي نتيجة تصوير الإعلام وأفلام السينما لهم خاصة أفلام اسماعيل ياسين وفؤاد خليل .
ثالثا : وهو الأهم الخلط الذي حدث بين صورة الدواء النفسي وخاصة المهدئات وبين أدوية الإدمان ، فنحن نستخدم المهدئات فعلا بنسبة تزيد على أي روشتة أخرى، ولكن بمعايير خاصة ورعاية طبية لا تسبب أى إدمان من قريب أو بعيد .. أما ما يؤدى إلى الإدمان هو سوء استعمال الدوية .. مثل إدمان أدوية السعال ..
ولذلك شعرت أن المرض النفسى، عكس بقية التخصصات، لا تصلح معه دائما سياسة انتظار المريض ، وبالتالى فكرت فى أن يقوم الطبيب بالمهمة، ويذهب بنفسه للمريض ليقدم له المساعدة الطبية اللازمة كما قررت ألا أكتفى بعلاج المريض فقط وإنما قمت بعمل دورات تدريبية عن عدة موضوعات وهى : كيفية تحقيق السعادة الزوجية وكيفية تربية أولادنا بما يتناسب مع مقتضيات العصر وأيضا كيفية معاملة المريض النفسى فى المنزل لأننى اكتشفت أن كثيرا من الناس يحتاجون لمعرفة تشخيص حالات المريض وكيفية علاجه والتعامل معه ، فأنا كطبيب أجلس مع المريض ساعة واحدة بينما يقضى معه الأهل 24 ساعة لذلك فكرت فى إقامة هذا المشروع القائم على رعاية طبية نفسية فى منزل المريض .
وخلال هذه الزيارة ليتم الكشف على المريض وتحديد العلاج المناسب دوائيا أونفسيا ، وأيضا يتم تعليم أهل المريض كيفية التعامل معه بحيث يتحول الجو المحيط به من جو يفرز المرض إلى جو يساعد على الشفاء .. وهذا هو الهدف خاصة أن كل الأبحاث تؤكد أن أفضل علاج للمريض هو أن نعالجه فى منزله ووسط أسرته ، لا أن ننزعه إلى مجتمع آخر.

No comments: